الناعورة لوحة فنية وأثرية رائعة الجمال مليئة بالفتنة والسحر، وذات شدو متواصل. هي عبارة عن آلة مائية دائرية دائمة الحركة مخصصة لرفع الماء من النهر وعبر القناطر إلى البساتين على جانبي النهر، وتتكون من دولاب خشبي ضخم يدور حول محور خشبي من خشب الجوز حصرا يدعى القلب يرتكز على قواعد خشبية متموضعة على قواعد حجرية ثابتة وقوية في قاع النهر.
والناعورة آلة مائية ذات حركة دائمة معدة لرفع الماء، مؤلفة من أخشاب ومسامير حديدية. هي سواق مقامة على النهر، ونواعير حماة هي أكبر وأقدم النواعير في العالم.
وعن كيفية عملها: تغطس الناعورة أثناء دورانها في الماء وصناديقها منقلبة فارغة وترتفع ملآنة بالماء من النهر وتصب الماء في قناة ذات قناطر متعددة وتسقي به البساتين وأكثر الحمامات وبعض الدور والجوامع والخانات والمقاهي.
وظيفة الناعورة هي حمل الماء إلى مستوى أعلى من مستوى النهر لتيسير الاستفادة منه نظرًا لانخفاض مجرى نهر العاصي في أراضي حماة عن مستوى الحوض الذي ينساب فيه انخفاضًا كبيرًا قد يصل إلى سبعين مترًا في بعض الأماكن، فقد أصبح من المتعذر الاستفادة من مياهه إلا باستخدام وسائل الري التي تلائم هذا الانخفاض الكبير..
فكانت الناعورة خير وسيلة توصل إليها الإنسان في سورية منذ أكثر من ألفي عام، وتدور الناعورة دورة كاملة كل عشرين ثانية تعطي خلالها 2400 لتر من الماء. فهل هناك مصدر للماء يأتي من آلة يفوق هذا العطاء دون نفط أو زيت أو كهرباء أو جهد بشري؟
وفي بداية القرن العشرين كان عدد النواعير في مدينة حماة والأراضي التابعة لها 105 نواعير، منها 25 داخل مدينة حماة نفسها. ولم يعد يوجد اليوم من كل هذه النواعير إلا حوالي 40 ناعورة في حالة العمل منها داخل المدينة 19 ناعورة.