منــــــتدى الكـــــــــرك المتنـــوع

أهلاً وسهلاً بك في منتدى الكرك المتنوع
إن كانت هذه الزيارة الأولى لك تفضل بالتسجيل
وإن كنت عضواً فتفضل بالدخول
ولا تحرمنا تواجدك
محمد الطراونه .. المدير العام
ادارة المنتدى
______________


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منــــــتدى الكـــــــــرك المتنـــوع

أهلاً وسهلاً بك في منتدى الكرك المتنوع
إن كانت هذه الزيارة الأولى لك تفضل بالتسجيل
وإن كنت عضواً فتفضل بالدخول
ولا تحرمنا تواجدك
محمد الطراونه .. المدير العام
ادارة المنتدى
______________

منــــــتدى الكـــــــــرك المتنـــوع

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لسنا الوحيدون ولكننا الافضل

اعلان عام / شــــــــــــــــــــــــــركة الشــــــــــــــــــيار للمقاولات الهندسيه تعهدات استشارات الموقع :- www.shiyar.com موقع :- عمان , شارع مكه بجانب مطابخ جوايكو هاتف :- 0795387453 مع تحيات :- قاسم المعايطه وابو سياف

    الفتح العظيم ( فتح القسطنطينية )

    محمد الطراونه
    محمد الطراونه
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر الدلو النمر
    عدد المساهمات : 283
    نقاط العضو : 869
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 23/06/2010
    العمر : 26
    الموقع : منتدى الكرك المتنوع
    العمل/الترفيه : اي شي

    الفتح العظيم ( فتح القسطنطينية )  Empty الفتح العظيم ( فتح القسطنطينية )

    مُساهمة  محمد الطراونه الأحد 22 أغسطس 2010, 21:58

    القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية





    أنقسمت الأمبراطورية الرومانية إلى قسمين : الأمبراطورية الرومانية الشرقية , والإمبراطورية الرومانية الغربية - وقام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الأول ببناء مدينة القسطنطينية عام 330م ( الصورة الجانبية ) لتكون مقراً للعاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية التى عرفت فيما بعد بأسم الأمبراطورية البيزنطية

    وتقع مدينة "القسطنطينية" عاصمة الإمبراطورية الرومانية الشرقية (البيزنطية) على الأراضى الأوربية بالقارة الأوربية وقد سميت فيما بعد بأسم مدينة"استانبول" بعد غزوها وإحتلالها وهى فى الجزء الأوربى من تركيا

    و يحدها من الشمال البحر الأسود ومن الشرق بحر مرمرة ومن الجنوب بحر إيجة ومن الغرب شريط ضيق من الأرض متصل بقارة أوروبا. وقد أختار قسطنطين موقع مدينته أن لها أهمية لإستراتيجية فموقعها يعد أهم نقاط الاتصال بين قارة آسيا وقارة أوربا، وكانت من أحصن المواقع الاستراتيجية فى العالم وتعتبر مفتاح أوربا من الشرق وكانت هذه المنطقة هى مدخل للفرس وللقبائل الغازية إلى أوربا على مر التاريخ وحتى قبل أنخراط شعوبها فى أديان.
    وبنيت القسطنطينية بحيث تكون موقعا منيعا ، حبته الطبيعة بأبدع ما تحبو به المدن العظيمة ، محاطة بالمياة البحرية في ثلاث جبهات تحدها من الشرق مضيق البسفور ،

    وبحر مرمرة ، والقرن الذهبي الذي كان محمياً بسلسلة ضخمة جداً تتحكم في دخول السفن إليه ، ويمتد على طول كل منها سور واحد.

    أما الجانب الغربي فهو الذي يتصل بالقارة الأوروبية ويحميه سوران طولهما أربعة أميال يمتدان من شاطئ بحر مرمرة إلى شاطئ القرن الذهبي ، يتخللها نهر ليكوس , ويبلغ ارتفاع السور الداخلي منهما نحو أربعين قدمًا ومدعم بأبراج يبلغ ارتفاعها ستين قدما ، وتبلغ المسافة بين كل برج وآخر نحو مائة وثمانين قدما , وأما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه قرابة خمس وعشرين قدماً وعليه أبراج موزعة مليئة بالجند [راجع: سلاطين آل عثمان، ص2؛ محمد الفاتح، ص96. ] ولما كانت القسطنطينية قد بنيت بحيث تصد غارت الأعداء فى زمن لم تكن أخترعت فيه المدافع ولا البنادق ولا المتفجرات فقد كان من المستحيل إقتحامها إلا عن طريق تمرد داخلى وخيانة , وقد امكن للسلطان محمد الثانى إستعمارها بفضل تحديث جيشه على النسق الأوربى .

    أما السور الخارجي فيبلغ ارتفاعه خمسة وعشرين قدما، ومحصن أيضا بأبراج شبيهة بأبراج السور الأول، وبين السورين فضاء يبلغ عرضه ما بين خمسين وستين قدما، وكانت مياه القرن الذهبي الذي يحمي ضلع المدينة الشمالي الشرقي يغلق بسلسلة حديدية هائلة يمتد طرفاها عند مدخله بين سور غلطة وسور القسطنطينية، ويذكر المؤرخون العثمانيون أن عدد المدافعين عن المدينة المحاصرة بلغ أربعين ألف مقاتل.

    وأنقسمت أوربا فى صراع سياسى مع بعضها ففرنسا أكبر هذه القوي كانت منهكة فى حربها مع إنجلترا فى حرب المائة عام ( 1340 - 1433 م ) وكما ساعد العثمانيون هذا الانقسام فى القوي السياسية والعسكرية الأوربية
    وساعدهم أيضا انقسامهم الدينى بسبب الصراع المذهبي بين كل من الكنيسة الأرثوذكسية والكاثوليكية .















    الأسماء التى أطلقت على المدينة





    عندما أسس اليونانيين المدينة أطلقوا عليها أسم ( بيزنطيوم )، وقد إتخذها الامبراطور قسطنطين عاصمة للجهة الشرقية للإمبراطورية الرومانية عام 324 بعد الميلاد
    أعاد الامبراطور قسطنطين تسميتها وأطلق عليها أسم روما الجديدة ( نوفا روم )
    لم يلاقى الأسم الذى أطلقه الأمبراطور على المدينة إقبالاً شعبياً وسرعان ما تلاشى ولكن اتخذت المدينة اسمها من الامبراطور قسطنطين.

    بعد معارك شرسة وحصار طويل غزا السلطان محمد الثانى في عا857هـ 1453 م القسطنطينية وأصبحت تحت حكم السلطان العثماني محمد الثانى الذى أطلق عليها أسم إسلام بول ( الذى تعنى باللغة التركية مدينة الإسلام).
    بعد ذلك، وقام السلطان محمد الفاتح بتغيير الكثير من معالم المدينة الرومانية القديمة فحول كنيسة "آيا صوفيا" إلى مسجد , وذلك بالإحتفاظ بها وإقامة أربعة منارات إسلامية حولها ، وقام بناء مسجد عند ضريح أبى أيوب الأنصارى ، وبعد ذلك أصبح تنصيب السلاطين يتم عند هذا المسجد.

    وبعد وفاة بايزيد الثانى ابن محمد الفاتح، تسلم السلطة سليم الأول الذى ضم المشرق الإسلامى وشمال إفريقيا إلى الدولة العثمانية وانتقلت رئاسة الحكم الإسلامي من القاهرة إلى أستانبول.
    واستمرت استانبول عاصمة لدولة السلطنة العثمانية إلى أن انتقلت العاصمة من أستانبول إلى أنقرة وسط الأناضول عام (1923م)،


















    هزيمة جيوش المسلمين وفشلهم فى فتح القسطنطينية



    محاولات الخلفاء الأمويين







    وقد بدأت المحاولات عديدة لفتح القسطنطينية فشلت وأنهزم المسلمين وذلك فى عصر :-
    في عهد معاوية بن أبي سفيان لغزو القسطنطينية أن بعث بحملتين الأولى
    حملة عثمان بن عفان الأولى سنة 49 هـ = 666،

    حملة عثمان بن عفان الثانية كانت طلائعها في سنة (54-60=673-679م) ، وظلت سبع سنوات وهي تقوم بعمليات حربية ضد أساطيل الروم في مياه القسطنطينية، لكنها لم تتمكن من فتح المدينة الصامدة .
    وفى (99 هـ = 719م) أعد الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك" حملة جديدة سنة , اعد لأقتحامها جيشاً قوياً جهزة بخيرة جنده وخبرة فرسانه، وزودهم بأمضى الأسلحة وأشدها فتكا ، ولكنهم أنهزموا ولم يستطيعوا فتح المدينة الواثقة من خلف أسوارها العالية [ابن خلدون العبر 3/70 ، تاريخ خليفة بن خياط، ص315] .

    الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ [خليفة بن خياط، تاريخه ، ص458، تاريخ الطبري 10/69، ابن الأثير الكامل 6/185،186.]

    محاصرة المدينة لأحتلالها في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة " سنة 796هـ - 1393م [ قيام الدولة العثمانية، ص46.] ، وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلماً إلى المسلمين ، ولكنه أخذ يراوغ ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الاسلامي عن القسطنطينية ، وفي الوقت نفسه وصلت جيوش المغول يقودها تيمورلنك إلى داخل الأراضي العثمانية ، فاضطر السلطان بايزيد لسحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية لمواجهة المغول بنفسه ومعه بقية القوات العثمانية، حيث دارت بين الطرفين معركة أنقرة الشهيرة ، والتي أسر فيها بايزيد الصاعقة ثم مات بعد ذلك في الأسر سنة 1402م[ تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص18.] .


















    محاولات السلاطين العثمانيين



    قلعة رومللي أى قلعة حصار الروم









    أنشأ السلطان بايزيد الأول قلعة الأناضول على ضفة البوسفور الآسيوية على أضيق نقطة من مضيق البوسفور المؤدى إلى البحر الأسود أمام القسطنطينية أثناء حصاره لها ، وقام محمد الفاتح ببناء قلعة على الجانب الأوروبي من البوسفور في مواجهة الأسوار القسطنطينية ، حتى تكون قاعدة ينطلق منها لمهاجمة القسطنطينية , فاحضر لها مواد البناء وآلاف العمال، واشرف بنفسه مع رجال دولته في أعمال البناء حتى يسرع بإنتهاء البناء ، وبدأ البناء في الارتفاع و حتى تم بناء القلعة بعد ثلاثة شهورعلى هيئة مثلث سميك الجدرا ن، في كل زاوية منها برج ضخم مغطى بالرصاص، وأمر السلطان بأن ينصب على الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة ، وأن تصوب أفواهها إلى الشاطئ ، لكي تمنع السفن الرومية والأوروبية من المرور في بوغاز البوسفور، وقد عرفت هذه القلعة باسم "رومللي حصار"، أي قلعة الروم , وبإنشاء هذه القلعة القوية تم لمحمد الثانى السيطرة على مضيق البوسفور تماماً من الشاطئ الأسيوى حيث توجد قلعة الأناضول ومن الشاطئ الأوربى حيث القلعة التى قام بأنشائها بأسم قلعة رومللى أى قلعة حصار .

    وقد وصل ارتفاع القلعة إلى 82 متراً وأصبحت القلعتان متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة[راجع: سلاطين آل عثمان، ص26.]

    وبدأ البيزنطيون يحاولون هدم القلعة والإغارة على عمال البناء، وتطورت الأحداث في مناوشات، فأعلن السلطان العثماني الحرب رسميا على الدولة البيزنطية، وما كان من الإمبراطور الرومي إلا أن أغلق أبواب مدينته الحصينة، واعتقل جميع العثمانيين الموجودين داخل المدينة، وبعث إلى السلطان محمد رسالة يخبره أنه سيدافع عن المدينة لآخر قطرة من دمه.

    وأخذ الفريقان يتأهب كل منهما للقاء المرتقب في أثناء ذلك بدأ الإمبراطور قسطنطين في تحصين المدينة وإصلاح أسوارها المتهدمة وإعداد وسائل الدفاع الممكنة، وتجميع المؤن والغلال ، وتسربت بعض السفن تحمل المؤن والغذاء، ونجح القائد الجنوبي "جون جستنياني" مع 700 مقاتل محملين بالمؤن والذخائر في الوصول إلى المدينة المحاصرة لوصول هذه القوة أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين، وقد عين قائدها جستيان قائداً للقوات المدافعة عن المدينة [راجع: العثمانيون والبلقاء، د.علي حسون، ص92].؛ فاستقبله الإمبراطور قسطنطين استقبالا حافلاً وعينه قائدًا عامًا لقواته، فنظم الجيش وأحسن توزيعهم ودرب الرهبان الذي يجهلون فن الحرب تمامًا، وقرر الإمبراطور وضع سلسلة لإغلاق القرن الذهبي أمام السفن القادمة، تبدأ من طرف المدينة الشمالي وتنتهي عند حي غلطة .



















    إنقسام فى القسطنطينية قبل الهجوم





    ولما جاءت الأخبار بإستعداد السلطان محمد الثانى للحرب قام الأمبراطور البيزنطى بطلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي ، في الوقت الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء شديد وقد أضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية لتصبح خاضعة له، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك، وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية، خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن توحيد الكنيستين ، مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : " إنني أفضل أن أشاهد في ديار البيزنط عمائم الترك على أن أشاهد القبعة اللاتينية " [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص89.] وكان من نتيجة هذه الحماقة والأنقسام أنهم شاهدوا العمامة العثمانية الإسلامية وهم تحت الأضطهاد الإسلامى حتى هذا اليوم .

















    محاولة تحييد الأمارات المسيحية بالمعاهدات








    وكان السلطان محمد الثانى من الدهاء بأنه عمل الفاتح قبل هجومه على القسطنطينية على عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد ، فعقد معاهدة مع إمارة غلطة المجاورة للقسطنطينية من الشرق ويفصل بيهما مضيق القرن الذهبي، كما عقد معاهدات مع المجد والبندقية وهما من الإمارات الأوروبية المجاورة، ولكن هذه المعاهدات لم تصمد حينما بدأ الهجوم الفعلي على القسطنطينية، حيث وصلت قوات من تلك المدن وغيرها للمشاركة في الدفاع عن القسطنطينية [ راجع: تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص58 ] وبلا شك فقد أدرك الأمراء الذين وقعوا معاهدات مع السلطان محمد أن الدور قادم عليهم بعد إنتهاءة من إلتهام القسطنطينية ويلوم المسلمين هذه الأمارات لنقضهم المعاهده ويقولون " مشاركة لبني عقيدتهم من النصارى متناسين عهودهم ومواثيقهم مع المسلمين " فى الوقت الذى ذكر فيه المؤرخ هذه العبارة أن محمد الثانى " عقد معاهدات مع أعدائه المختلفين ليتفرغ لعدو واحد " فالقرآن جعل أهل الكتاب أعداء للمسلمين , والأعداء هم فى جانب والمسلمين فى جانب آخر هذا هو الأسلام .


    مدفع المهندس المجرى الذى أسقط أسوار القسطنطينية

    والدارس للتاريخ الإسلامى يجد أن الأسلام وظف طاقات غير المسلمين لصالح الغزوات والحروب الإسلامية وقد أنتصر فى بعض هذه الحروب بفضلهم وممن ساهموا بنصيب وافر فى أنتصار السلطان محمد الفاتح مهندس مجري يدعى "أوربان"، عرض على السلطان أن يصنع له مدفعا ضخما يقذف قذائف هائلة تكفي لتهدم أسوار القسطنطينية .
    وكان هذا شئ ضرب من الخيال فى وقته وأستهوت السلطان الصغير الذى لم يبلغ من العمر 23 عاماً بعد فكرة هذا الإختراع , فأمر بتزويده بكل ما يحتاجه من معدات ، ولم تمض ثلاثة أشهر حتى تمكن أوربان من صنع مدفع عظيم لم يُر مثله قط ، فقد كان يزن 700 طن، ويرمي بقذائف زنة الواحدة منها 12 ألف رطل، ويحتاج جره إلى 100 ثور يساعدها مائة من الرجال، وعند تجربته سقطت قذيفته على بعد ميل، وسمع دويه على بعد 13 ميلا، وقد قطع هذا المدفع الذي سُمي بالمدفع السلطاني الطريق من أدرنة إلى موضعه أمام أسوار القسطنطينية في شهرين ويذكر المؤرخين أن السلطان أشرف بنفسه على صناعة هذه المدفع وتجريبه [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص361

    جيش السلطان محمد الثانى امام القسطنطينية



    الفتح العظيم ( فتح القسطنطينية )  41605alsh3er



    فى يوم الجمعة الموافق (12 من رمضان 805هـ= 5 من إبريل 1453م) تجمعت قوات جيش السلطان محمد الثانى أمام الأسوار الغربية للقسطنطينية المتصلة بقارة أوروبا وأمر بوضع مركز قيادته أمام باب القديس "رومانويس"، ونصبت المدافع القوية البعيدة المدى أمام الأسوار ، ثم اتجه السلطان إلى القبلة وصلى ركعتين وصلى الجيش كله من وراءه ، وبدأ الحصار ووضع الفرق الأناضولية وهي أكثر الفرق عددًا عن يمينه إلى ناحية بحر مرمرة، ووضع الفرق الأوروبية عن يساره حتى القرن الذهبي وهى الفرق القادمة من الولايات الأوربية التى تم عزوها أو التى لم يتم غزوها وبينهما معاهدة بدفع الجزية وتقديم عدد محدد من الجنود فى حالة دخوله فى الحرب , ، ووضع الحرس السلطاني الذي يضم نخبة الجنود الانكشارية وعددهم نحو 15 ألفًا في الوسط وهم أصلاً من أولاد الأسرى الأوربيين المسيحيين أسروا أطفالاً وتربوا تربية أسلامية ليقاتلوا ويغزوا ويستعمروا الأرض وهذا ما يسميه المسلمين جهاداً .
    وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي ،
    وفى نفس الوقت أعطيت الأوامر للأسطول العثماني الذي يضم 350 سفينة في مدينة "جاليبولي" قاعدة العثمانيين البحرية بالتحرك تجاه مدينة القسطنطينية للهجوم عليها براً وبحراً وقد ذكر بعض المؤرخين أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر من أربعمائة سفينة [ راجع: محمد الفاتح ، ص90، سالم الرشيدي]. كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة، إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب وعندما فشلوا في تخطى السلسة الضخمة والهجوم على الأسوار ارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن مدينة القسطنطينية [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص120. ].
    ، واستطاع الاسطول العثماني أن تستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة [ راجع: محمد الفاتح ، ص98؛ العثمانيون والبلقان،ص89.]., فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور وألقى مراسيه هناك، وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات كثيفة تبلغ 265 ألف مقاتل وقد عمل السلطان محمد الثانى على تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مسلم يجاهد (ليحتل الأراضى ) [انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك، ص161]، لم يسبق أن طُوقت بمثلها عدة وعتادًا، وبدأ الحصار الفعلي في الجمعة الموافق (13 من رمضان 805هـ = 6 من إبريل 1453م)، وطلب السلطان من الإمبراطور "قسطنطين" أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، ولكن الإمبراطور رفض.


















    لكل شئ تحت السماوات وقت - كما يقول النصارى






    ولم يكل القس ورجال الدين النصارى، فكانوا يطوفون بشوارع المدينة ، وأماكن التحصين ويحرضون المسيحيين على الثبات والصبر، ويشجعون الناس على الذهاب الى الكنائس ودعاء المسيح والسيدة العذراء أن يخلصوا المدينة ، وأخذ الامبراطور قسطنطين يتردد بنفسه على كنيسة أيا صوفيا لهذا الهدف[راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص100.].
    و بدأت المدافع العثمانية تطلق قذائفها الهائلة على السور ليل نهار لا تكاد تنقطع ، وكان كلما انهدم جزء من الأسوار بادر المدافعون عن المدينة إلى إصلاحه على الفور، واستمر الحال على هذا الوضع.. وكان القائد جون جستنيان، والإمبراطور البيزنطي هما عصب الحركة فى المدينة.
    وكان الأمر فيما يبدوا مناوشات من الساحل ولكن الهجوم الأساسى كان من البر فقد حاولت بعض السفن العثمانية تحطيم السلسلة على مدخل ميناء القرن الذهبي واقتحامه ، ولكن السفن البيزنطية والإيطالية المكلفة بالحراسة والتي تقف خلف السلسلة نجحت في رد هجمات السفن العثمانية، وصبت عليها قذائفها وأجبرت السفن العثمانية على الفرار.

















    خطة حفر الأنفاق







    فى بداية حصار القسطنطينية لجأ العثمانيون الى محاولة دخول المدينة بحفر أنفاق تحت الأرض من مناطق مختلفة الى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريح ، فأسرع الامبراطور بنفسه ومعه قواده ومستشاروه الى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض، للوصول الى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل أنفاق المهاجمين لمواجهتهم دون أن يعلموا، حتى إذا وصل العثمانيون الى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي الى داخل المدينة ففرحوا بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذ فاجأهم الروم، فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق والمواد الملتهبة ، فأختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيث أتوا [راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص372.] وكان فرع من فروع الجيش العثمانى هو المتولى أمر حفر الأنفاق ولم يكن عمل العثمايين هذا سهلاً ، فان هذه الإنفاق التي حفروها قد أودت بحياة كثير منهم، فماتوا اختناقاً واحتراقاً في باطن الأرض، كما وقع الكثير منهم في بعض هذه المحاولات في أسر الروم، فقطعت رؤوسهم وقذف بها إلى معسكر العثمانيين[راجع : السلطان محمد الفاتح، ص110.].

















    سفن البابا تخترق الحصار العثمانى








    وكانت إمدادات القسطنطينية تتلقى بعض الإمدادات الخارجية من بلاد المورة وصقلية حيث السفن التجارية تتواصل بين المينائين ، وكان الأسطول العثماني مرابطا في مياه البوسفور الجنوبية منذ (22 من رمضان 805هـ = 15 من إبريل 1453م) وأصبحت المدينة فى عزله تامة بواسطة حصار العثمانيين ، ووقفت قطع الأسطول العثمانى على هيئة هلال لتحول دون وصول أي مدد ولم يكد يمضي 5 أيام على الحصار البحري حتى ظهرت 5 سفن غربية، أربع منها بعث بها البابا في روما لمساعدة المدينة المحاصرة، وحاول الأسطول العثماني أن يهاجمها ويدمرها قبل أن تصل إلى ميناء القسطنطينية واشتبك معها في معركة هائلة، لكن السفن الخمس تصدت ببراعة للسفن العثمانية وأمطرتها بوابل من السهام والقذائف النارية، فضلا عن براعة رجالها وخبرتهم التي تفوق العثمانيين في قتال البحر ، الأمر الذي مكنها من أن تشق طريقها وسط السفن العثمانية التي حاولت إغراقها لكن دون جدوى ونجحت في اجتياز السلسلة إلى الداخل.
    كان لنجاح السفن في المرور أثره في نفوس أهالي المدينة المحاصرة؛ فانتعشت آمالهم وغمرتهم موجة من الفرح بما أحرزوه من نصر، وقويت عزائمهم على الثبات والصمود،



















    عزل قائد الأسطول العثماني





    بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة اخرى بين البحرية العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول الى الخليج، حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها ، وأشرف الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى قائد الأسطول وقال له: إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن تغرقها، وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً [ راجع : محمد الفاتح للرشيدي، ص101.] لكن السفن الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الاسطول[ راجع: مواقف حاسمة، محمد عبدالله عنان، ص180.] بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد الفاتح قائد الاسطول بالطه أوغلي وعنفه واتهمه بالجبن، وتأثر بالطة أوغلي لهذا وقال : إني استقبل الموت بجنان ثابت، ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت انا ورجالي بكل ماكان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف عمامته عن عينه المصابة[راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص103]. أدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل قد جرح ولم يكن بإستطاعته فعل أكثر من ذلك ، فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا [راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص103].
    وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من الأسوار [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص367. ]، فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين اقتحام المدينة من الثغرة، كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى بالسلالم التي ألقوها عليها، ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال بين الطرفين ، وكانت الثغرة ضيفة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين،ومع ضيق المكان وشدة مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين فرصة اخرى للهجوم [راجع: محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي، ص123]
    أما من ناحية المعارك البحرية ففي نفس اليوم حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم السلسلة الحاجزة عنه، ولكن السفن البيزنطية والأوروبية المشتركة، إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج، استطاعوا جميعاً صد السفن الاسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن الى العودة بعد خساره فادحة [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص368.]




















    فشل القلاع العثمانية الخشبية










    لجأ العثمانيون إلى صناعة قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة تتكون من ثلاثة أدوار ، وبارتفاع أعلى من الأسوار، وقد كسيت بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران , وكان تلك القلعة مدججة بالرجال والعتاد في كل دور من أدوارها ، وكان الذين في الدور العلوي من أمهر الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار، واقتربوا بها من الأسوار عند باب رومانوس ، فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار، وتمكن العثمانيون من لصقها بالأسوار ودار بين من فيها وبين البيزنطيين عند الأسوار قتل شديد واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار ونجحوا في ذلك ، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت، ووقعت على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلاء الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب[ راجع: محمد الفاتح للرشيدي، ص144.] , ولم ييأس العثمانيون من المحاولة بل قال الفاتح وكان يشرف بنفسه على ماوقع: غداً نصنع أربعاً أخرى[ راجع: السلطان محمد الفاتح، ص122.].





















    إجتماع الأمبراطور مع مستشاريه وقواده










    زاد الحصار وقوي واشتد حتى أرهق من بداخل المدينة من البيزنطيين، فعقد زعماء المدينة اجتماعاً 24 مايو داخل قصر الإمبراطور وبحضوره شخصياً، وقد لاح في الأفق بوادر يأس المجتمعين من إنقاذ المدينة حيث اقترح بعضهم على الإمبراطور الخروج بنفسه قبل سقوط المدينة لكي يحاول جمع المساعدات والنجدات لإنقاذها أو استعادتها بعد السقوط، ولكن الإمبراطور رفض ذلك مرة أخرى وأصر على البقاء داخل المدينة والاستمرار في قيادة شعبه وخرج لتفقد الأسوار والتحصينات
















    محاولة محمد الفاتح لأقناع الأمبراطور بتسليم المدينة








    وكانت المدفعية العثمانية لا تهدأ فى رمى القذائف لدك الأسوار والتحصينات ، وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض، التي يئس المدافعون من إزالتها وأصبحت إمكانية اقتحام المدينة واردة في أي لحظة، إلا أن اختيار موقع الاقتحام لم يحدد بعد [راجع: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص375. ].
    وحاول محمد الثانى أن يكون دخولها بسلام؛ فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه الى تسليم المدينة دون إراقة دماء، وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة الى حيث يشاؤون بأمان[ راجع : محمد الفاتح للرشيدي ، ص119.]، وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها، ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر ، فمال بعضهم الى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت، فمال الامبراطور الى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة، فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه او يدفن تحت أسوارها[راجع : محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي ، ص116.]، فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر[ راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376.].


















    إنفجار المدفع السلطانى






    وبعد رفض الإمبراطور تسليم المدينة الهجوم وخصوصاً القصف المدفعي على المدينة ، حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس المجري أوربان الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت الزيتون، وقد نجح الفنيون في ذلك ، وواصلت المدافع قصفها للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة الى ضربها للأسوار والقلاع[راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376.].

















    إجتماع السلطان محمد الثانىمع مستشاريه وقوادة :





    عقد السلطان محمد الفاتح اجتماعاً ضم مستشاريه وكبار قواده بالإضافة إلى الشيوخ والعلماء، وقد طلب الفاتح من المجتمعين الإدلاء بآرائهم فكانت الاراء منقسمة إلى :-
    أشار بعضهم بالانسحاب ومنهم الوزير خليل باشا الذي دعا الى الانسحاب وعدم إراقة الدماء والتحذير من غضب أوروبا النصرانية فيما لو استولى المسلمون على المدينة، إلى غير ذلك من المبررات التي طرحها، وكان متهماً بمواطئة البيزنطيين ومحاولة التخذيل عنهم [راجع: فتح القسطنطينية ، محمد صفوت، ص103. ]
    وكان رأى بعض مواصلة الهجوم على المدينة حتى الفتح واستهان بأوروبا وقواتها، كما أشار الى تحمس الجند لإتمام الفتح، وما في التراجع من تحطيم لمعنوياتهم الجهادية، وكان من هؤلاء أحد القواد الشجعان ويدعى زوغنوش باشا وهو من أصل ألباني كان نصرانياً فأسلم حيث هون من شأن القوات الأوروبية على السلطان[ راجع : الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص377.].






      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 11 نوفمبر 2024, 07:58