الرئيسية
أحدث الصور
- لا شك ان شيوع استعمال ادوية القلب والشرايين والضغط والكولسترول هذه الايام يعود لانتشار تلك الامراض في كافة المجتمعات، فاسلوب الحياة الذي نعيشه يتسم بقلة المشي وممارسة الرياضة وزيادة الوزن وتناول الاغذية الغنية بالكوليسترول والدهنيات والسكر، لا عجب اذن ان يصف الاطباء مزيداً من الادوية لمرضاهم لعلاج كل آفات العصر هذه.
ومع وجود فرد او اكثر في العائلة الواحدة يتناول احد هذه الادوية او اكثر من دواء، يلاحظ بوضوح ان حديث الناس في لقاءاتهم يتركز عن المرض والدواء، فيدلي كل بدلوه، عن خبرة او دون خبرة، فهذا سمع من ابن عمه عن (اخطار) الدواء الفلاني، وذلك سمع ان جاره قد (تعرض لمضاعفات) من الدواء الآخر، والثالث اوقف دواءه لأنه قرأ ذات يوم ان عشبة معينة تسد مكان كل الادوية.
وفي هذا السياق، يجد الطبيب نفسه مضطراً للدفاع عن الدواء والعلم والدراسات المنشورة في مواجهة فكرة ليست صحيحة بشان دواء ما.
ولعل ادوية الضغط هي من اكثر الادوية استعمالاً - ينطبق عليها هذا الواقع تماماً. ومن الآراء حول هذه الادوية انها تؤذي الكلى والقلب والدماغ.. والواقع على العكس من ذلك فان السيطرة على الضغط تقلل اخطار الفشل الكلوي والجلطة القلبية والسكتة الدماغية وهي المضاعفات الثلاثة الخطيرة المصاحبة للضغط غير المنتظم. والآثار الجانبية لأدوية الضغط قليلة الحدوث ولا يستطيع احد مقارنة نسبة الآثار الجانبية مع الفوائد الكبيرة للدواء.
ومن الناس من يستخدم الدواء اسبوعاً، او اثنين وعندما يعتدل الضغط يتوقف عن تناوله. والواقع ان ادوية الضغط ليست علاجاً لمدة اسبوع كدواء التهاب اللوزتين فهي ادوية تصاحب الانسان مدى حياته ولا يوقفها الا الطبيب المعالج لأسباب طبية
كانخفاض الضغط او وجود حاجة لتبديل الدواء. وبعض مرضى الضغط يستيقظ صباحاً ويهيء نفسه لزيارة الطبيب فيذهب للمعاينة دون ان يتناول الدواء, لماذا؟
لكي تفحصني يا دكتور دون دواء!
الطبيب يريد ان يفحصك ويفحص الضغط وانت قد تناولت دواءك.. اذا لم يطلب منك الطبيب عدم تناول ادوية الصباح بالتحديد، فعليك زيارته وقد تناولت ادويتك، لكي يتسنى له تقييم الاستجابة المرجوة من الدواء.
امثلة اخرى عديدة يلاحظها الاطباء لدى مرضى الضغط، وهي اعتقاد المريض ان الاعشاب والنباتات وغيرها من المستحضرات اكثر نفعاً للسيطرة على الضغط.. يقوم المريض بقياس الضغط في البيت او العمل فيجده مرتفعاً وقد يصل مثلاً الى 190/110 يقول المريض:
«تناولت 3 اسنان ثوم، وجئت اليك يا دكتور».
اضافة الى الرائحة غير المرغوبة، فان الضغط لن يعتدل من تناول الثوم، الضغط غير القابل للسيطرة له اسباب عديدة منها الحاجة الى اكثر من دواء، حيث ان 60% من مرضى الضغط في العالم بحاجة الى دواءين او اكثر للسيطرة عليه، كما ان كثرة تناول الملح في الطعام وزيادة الوزن والتدخين وقلة ممارسة الرياضة هي اسباب اخرى لارتفاع الضغط وقد يستخدم البعض الكركديه بدل الدواء دون فائدة.
ويسأل المرضى عن اسباب ارتفاع الضغط ويطلبون من الطبيب ان يفعل المستحيل، ويجري كل الفحوصات اللازمة وغير اللازمة، لاكتشاف سبب للضغط، والحقيقة اننا لو اجرينا كل الفحوصات المخبرية والشعاعية على مئة مريض مصاب بالضغط، فان تلك الفحوصات ستكشف عن اسباب قابلة للعلاج في 9 فقط من المئة مريض، كأمراض الكلى والغدد وغيرها.. اما الـ 91 مريضاً الآخرين فلا أسباب واضحة ولا امراض اخرى ترفع الضغط لديهم.
ومن المعتقدات السائدة قول البعض، ارتفع الضغط لدى المريض وخرج الدم من الأنف ليخفف الضغط عن الرأس ومنعاً لنزيف الدماغ، وقول البعض الآخر ان الطبيب عليه الا يعالج نزيف الأنف لانه وسيلة الدفاع الطبيعية ضد ارتفاع الضغط، فاذا نزف الأنف ابتعد عن المريض خطر نزيف الدماغ.
طبعاً هذه معتقدات لا تعود لمرجعية طبية, وعلى المريض ان يراجع طبيبه بما يختص بالضغط وادويته وان يترك للطب مسؤولية اختيار العلاج والفحوصات والا يمتنع عن تناول الدواء دون اشعار طبيبه، كما ان على مرضى الضغط عدم التوجس من ادوية يستخدمها مرضى الضغط في كل انحاء العالم لفترات تزيد عن 10 او 15 سنة تعود عليهم بالنفع والصحة.